متي انهارت الدوله في سوريا!
انهيار الدولة في سوريا خلال سنوات الحرب له نقطة محورية وهي فقدان الدولة لوظيفتها الأساسية كحامية للمواطنين وتحولها إلى كيان يستهدفهم. هذا التحليل يبرز عدة قضايا مهمة:
فقدان الشرعية: عندما استخدمت الدولة الطائرات والبراميل المتفجرة ضد الشعب، انتفت فكرة "الدولة" كحامٍ أو ممثل للشعب. تحولت في أعين كثيرين إلى عدو داخلي.
التفكك المؤسساتي: انهيار الجيش كمؤسسة وطنية يعكس عدم قدرة النظام على الحفاظ على ولاء الجنود والمجندين. وهذا أدى إلى تصاعد معدلات الانشقاق والتسرب، خاصة من المناطق المستهدفة.
الاعتماد على قوى خارجية: لسد الفجوات، لجأ النظام إلى ميليشيات طائفية ودول أجنبية، ما أدى إلى تحويل سوريا إلى ساحة حرب دولية وإقليمية. هذا التحول عزز تفكك الدولة وجعلها رهينة لأجندات خارجية.
ظهور كيانات موازية: مع قصف الشعب، ظهرت ميليشيات وجماعات مسلحة من رحم المجتمعات المتضررة. بعضها كان مدعومًا من قوى خارجية أو تحركه أيديولوجيات دينية أو سياسية.
الدرس المستفاد:
التعامل الأمني القاسي مع الانتفاضات الشعبية يسرّع من انهيار الدولة. عندما تتبنى الدولة العنف المفرط، تفقد الشرعية التي تجعل المواطنين يقبلون الانصياع لها، خاصة إذا كان العنف يستهدف الشعب بدلًا من أعداء خارجيين.
خاتمة:
الحفاظ على تماسك الدولة يبدأ بالحفاظ على علاقة متوازنة مع الشعب. القمع المفرط ليس حلًا للأزمات، بل قد يكون بداية لانهيار لا رجعة فيه.