شركاء النجاسة

هل ممكن صفحة سبيك أب تعلن عن شراكة بينها وبين حكومة طالبان أفغانستان لتعليم الأفغانيات؟ (هنفترض هنا إن طالبان موافقة وهتسمح لهم بده)

الإجابة ومن غير ما نحتاج نسألهم: لأ، مستحيل .. وحتى لو حصل فمستحيل يعلنوا بكل فخر عن سعادتهم بشراكة من النوع ده.

  • اشمعنى؟! .. مش الهدف الأسمى هو إنقاذ الستات مهما كانت بشاعة الأمر الواقع؟، مش دا نفس اللي عملوه (بكل فخر) في شراكتهم مع موقع الزواني بورنهاب؟!

= عشان ببساطة طالبان منظمة إرهابية، ومش إرهابية وفقا للقانون المصري أو أي مؤسسة حكومية على الأرض اللي بتشتغل فيها صفحة سبيك أب، وإنما هي منظمة إرهابية وفقا لتصنيف الولايات المتحدة اللي سفارتها بتدي فلوس ومساعدات وكورسات ومنح وسفر لفريق عمل سبيك أب، ووفقا لتصنيف الاتحاد الأوروبي ومؤسسات الإن-جي-أوز الغربية اللي بتدي فلوس ومساعدات وكورسات ومنح وسفر لفريق عمل سبيك أب. ساعتها تيم سبيك أب (واللي زيهم) هتلاقيهم رجعوا تاني لدور الطُهر الأخلاقي والمفاصلة الراديكالية وهيقولولك بكل عزة نفس إنهم مستحيل يتعاونوا مع إرهابيين (وفقا لتصنيف الممول والمشرف على شغلهم) مهما كان التمن، حتى لو التمن ده هو ستات أفغانيات هيتعلموا القراءة والكتابة اللي طالما ندد الغرب بحرمانهم من التعليم.

في السياق ده هتقدر تفهم مدى "الانبساط" و"الفخر" في الشراكة مع موقع الزواني بورنهاب. هي في الحقيقة شراكة مع مؤسسة تجارية أمريكية اسمها وبراندها مهمين عشان شغل سبيك أب يفضل واخد اهتمام ودعم وفلوس ومنح وجوائز من السيد الغربي. بيظهر موقع الزواني هنا زيه زي ميكروسوفت وجوجل وميتا وأي شركة عالمية رائدة بتوظف مشرفين عشان يراقبوا شغلها ويتأكدوا من نزاهة عملها ويدوها مزيد من المصداقية والشرعية لدى المستخدم (اللي هو في حالتنا هنا واحد مدمن بورن وخياله الجنسي رايح بيه لفكرة إنه ينام مع امه وأخته وبنته عادي .. بس كله إلا إنه يشوف مقطع جنسي غير رضائي لا سمح الله). مبيظهرش هنا بورنهاب واللي زيه على إنهم تجار بشر من أي نوع لأن الحمد لله نشاطهم في الرقيق الأبيض مرخص ومقنن من الدولة (الأمريكية). مافيش هنا مساحة يتقاس من خلالها مدى أخلاقية العمل ده وهل الطريقة دي في "الشراكة بكل فخر" مفيدة فعلا لحماية الستات ولا مجرد تلميع ومسح جوخ وتنجيم وكسب رضا للسفير الأمريكي والأوروبي اللي قاعد جوا مصر ومتابع الأنشطة العظيمة دي وهيدي توصيات إيجابية بناء عليها. السؤال الأخلاقي والضميري والإنساني مش هيظهروا فقط غير لو كان الموضوع متعلق بمحظورات الرجل الأبيض، زي طالبان مثلا أو أي منظمة مدرجة على لوائح الإرهاب والعقوبات الأمريكية. ساعتها -وساعتها فقط- يظهر سؤال الضمير وإزاي نحط إيدنا في إيد مجرمين وناس متوحشين زي دول؟!!

جدير بالذكر برضه إن من خلال "الشراكة بكل فخر"= بيظهر هنا موقع الزواني الأمريكي على إنه كيان شفاف وبيعمل بنزاهة وتعاون التيم المبارك معاه رايح بالأساس لمصلحة علامته التجارية وأرباحه. بخلاف لو كانت الصورة عبارة عن مؤسسة حقوقية ضد الإتجار في البشر بتطارد الموقع الإباحي الشهير عبر قضايا وسوشيال ميديا ومظاهرات وغيره من الأدوات . الكلام ده سبيك أب متعرفش تعمله مع بورنهاب وغيرها من شركات تسليع لحم النساء الأمريكية. النضال النسوي ده نعمله في مصر وشركات ومؤسسات ومصالح جوا مصر أو أي بلد مكسحة. إنما في أمريكا= احنا "شركاء بكل فخر" والموقع المحترم جايبنا نراقبه بكل أمانة ونزاهة منه وما أجملك وما أعدلك أيها السيد الأبيض الكريم.

لو استوعبت الكلام اللي فوق ده= هتقدر تستوعب بسهولة إنك مع مؤسسات أمريكية من الجلدة للجلدة. بأجندات يسارية ليبرالية شايلة كل الصنان والعطن والزناخة والنتانة الأمريكية، بقضايا ومشاكل وهموم وأولويات أمريكية. مهما تظاهرت بإن هدفها النهائي هو الضحايا من الستات المعنفات المقهورات. وعشان كده بتشوف حجم التناقض وازدواج المعايير والانحطاط لأدنى المستويات اللي بيحصل ده. الله المستعان

(منقول)